Language:

Search

مبادرة "النبض السيبراني": تعزيز الأمن السيبراني وبناء قدرات المستقبل

  • Share this:
مبادرة "النبض السيبراني": تعزيز الأمن السيبراني وبناء قدرات المستقبل

مقدمة

في عالم اليوم الرقمي، أصبح الأمن السيبراني أولوية قصوى للحكومات والمؤسسات والأفراد على حد سواء. مع تزايد التهديدات والهجمات الإلكترونية، تبرز الحاجة الماسة إلى تطوير برامج شاملة تهدف إلى تعزيز قدرات الأمن السيبراني، وإعداد كوادر مؤهلة للتعامل مع تلك التحديات. في هذا السياق، تأتي مبادرة "النبض السيبراني" كمبادرة رائدة في الإمارات العربية المتحدة، تهدف إلى توسيع دائرة الوعي الأمني وتأهيل أجيال جديدة في هذا المجال المهم.

الأهداف والغايات

تم إطلاق مبادرة "النبض السيبراني" بواسطة مجلس الأمن السيبراني الإماراتي، بالتعاون مع عدة جهات تعليمية وتقنية، بهدف تعزيز الأمن السيبراني في المجتمع الإماراتي على نطاق واسع. تشمل الأهداف الرئيسية للمبادرة:

تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية: تركز المبادرة على تدريب الطلاب والطالبات في مختلف المراحل الدراسية، بالإضافة إلى تقديم ورش عمل للسيدات بهدف نشر الوعي السيبراني بين الفئات المختلفة من المجتمع. يهدف البرنامج إلى إعداد جيل يمتلك المهارات والخبرات اللازمة للتعامل مع تهديدات أمن المعلومات.

نشر الوعي السيبراني: من خلال ورش العمل والبرامج التدريبية، تسعى المبادرة إلى نشر ثقافة الأمن السيبراني بين الأفراد في المجتمع، مع التركيز على أهمية حماية البيانات والمعلومات الشخصية.

تمكين المرأة: كانت بداية المبادرة مع "النبض السيبراني للمرأة"، حيث تم تدريب مجموعة من السيدات بهدف تمكينهن من نقل المعرفة السيبرانية إلى أفراد المجتمع. هذا الجهد يعكس التزام الإمارات بتمكين المرأة في جميع المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا.

"النبض السيبراني للطلبة"

بالإضافة إلى جهودها مع السيدات، أطلقت المبادرة نسخة خاصة بالطلبة تحت اسم "النبض السيبراني للطلبة". تستهدف هذه النسخة تدريب وتأهيل حوالي 3000 طالب وطالبة في المرحلة الجامعية من تخصصات تقنية المعلومات وأمن المعلومات. الهدف من هذا البرنامج هو تطوير قدرات الطلبة ليصبحوا مؤهلين للقيام بأدوار رئيسية في مؤسسات الدولة، خاصة تلك التي تتعامل مع البيانات الحساسة والبنية التحتية الحيوية.

برامج التدريب وورش العمل

تشتمل المبادرة على العديد من البرامج التدريبية التي تركز على تحسين المهارات السيبرانية. تتضمن ورش العمل محاكاة للهجمات الإلكترونية، وتعليم المشاركين كيفية التعامل مع حوادث أمن المعلومات. هذا النهج العملي يضمن أن المشاركين ليسوا فقط على دراية بالنظريات الأساسية للأمن السيبراني، بل يمتلكون أيضًا الخبرة العملية للتعامل مع السيناريوهات الواقعية.

الشراكات والتعاون

تعاون مجلس الأمن السيبراني الإماراتي مع عدة جهات لتحقيق أهداف المبادرة، بما في ذلك كليات التقنية العليا وعدد من الجامعات في الدولة. هذه الشراكات تعتبر أساسية لضمان تقديم برامج تدريبية متطورة تلبي احتياجات السوق وتتوافق مع المعايير الدولية في مجال الأمن السيبراني.

أهمية المبادرة في السياق العالمي

تعكس مبادرة "النبض السيبراني" الاتجاه العالمي نحو تعزيز الأمن السيبراني كجزء لا يتجزأ من استراتيجيات الدول للحفاظ على سيادتها وحماية مواطنيها. مع زيادة الهجمات الإلكترونية على مستوى العالم، أصبحت دول مثل الإمارات ترى في تطوير القدرات السيبرانية جزءًا أساسيًا من استراتيجياتها الدفاعية. المبادرة لا تقتصر فقط على بناء قدرات محلية، بل تضع الدولة في طليعة الدول التي تستثمر في المستقبل الرقمي الآمن.

التحديات المحتملة

على الرغم من الطموح الكبير الذي تحمله هذه المبادرة، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجهها. من بين هذه التحديات:

مواكبة التغيرات التقنية السريعة: يتطور مجال الأمن السيبراني بسرعة فائقة، مما يعني أن البرامج التدريبية يجب أن تكون دائمًا محدثة لمواكبة أحدث التقنيات والتهديدات.

التحفيز المستمر للمتدربين: يجب أن يكون هناك جهود مستمرة للحفاظ على حماس المشاركين وتحفيزهم على مواصلة التعلم والتطوير في هذا المجال الديناميكي.

التعاون الدولي: لتحقيق أقصى استفادة من المبادرة، يجب تعزيز التعاون مع الجهات الدولية المتخصصة في الأمن السيبراني، لضمان أن المهارات المكتسبة تلبي المعايير العالمية.

النتائج المتوقعة

مع استمرار تنفيذ مبادرة "النبض السيبراني"، من المتوقع أن تكون هناك نتائج إيجابية على مستوى الأفراد والمؤسسات والدولة بشكل عام. ستؤدي هذه المبادرة إلى:

تحسين مستوى الأمان السيبراني: من خلال تدريب جيل جديد من الخبراء في الأمن السيبراني، ستتمكن الإمارات من تحسين مستوى الأمان السيبراني في مختلف القطاعات.

زيادة الوعي المجتمعي: ستساهم ورش العمل والتدريب في زيادة الوعي بأهمية الأمن السيبراني، مما يقلل من فرص الوقوع ضحية للهجمات الإلكترونية.

تطوير بيئة رقمية آمنة: المبادرة ستساعد في بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا للأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية، مما يدعم النمو الاقتصادي ويعزز الابتكار في الدولة.

في إطار التحول الرقمي المتزايد في دولة الإمارات، أفرادًا ومؤسسات، وما واكبه من تنامي التهديدات الإلكترونية، بصورها وأشكالها العديدة والمتنوعة، على الدولة والمجتمع وبنيتهما التحتية الحيوية، كان لا بد من تعزيز إجراءات السلامة السيبرانية في البلاد.

 

وفي هذا الصدد، تبنَّى مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، برئاسة الدكتور محمد الكويتي، مبادرة "النبض السيبراني Cyber Pulse"، التي تأتي لمراكمة الجهود التي باشرتها دولة الإمارات في مجال السلامة السيبرانية.

وتهدف المبادرة إلى ضمان تحولٍ رقمي آمن، يمكّن جميع الأفراد والقطاعات في الدولة من استخدام منجزات التكنولوجيا الرقمية في بيئةٍ أقل تهديدًا، ويسهم في تحقيق أهداف الدولة في التنمية المستدامة.

وفي تقديري أن هذه المبادرة مبتكرة، قدر ابتكار اسمها، حيث يسعى أصحابها إلى تحويل قضية الأمن السيبراني إلى همٍّ مجتمعي مشترك ودائم، يتتابع الإحساس به ويتجدد الشعور بأهميته مع كل نبضٍ يصدر عن أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، نساءً ورجالاً، شيبة وكهولًا وشبابًا وناشئةٍ.

وذلك أنّ أول ما تريد المبادرة غرسه هو أنّ تأمين الفضاء الإلكتروني لدولة الإمارات هو مسؤولية هؤلاء جميعًا، فالفرد والمجتمع هما حائط الدفاع الأول ضد أي تهديدات سيبرانية على الدولة ومؤسساتها والمجتمع وبنيته المعلوماتية الأساسية، سواء اتخذت صورة الجرائم الإلكترونية أو الإرهاب والتجسس السيبراني أو الحروب المعلوماتية.

ومن ثم، يجاهد أصحاب المبادرة عن طريق سلسلة متواصلة من البرامج التدريبية لقطاعات الدولة المختلفة ولشرائح المجتمع المتباينة، إلى نشر التوعية الرقمية بين أعضاء المجتمع.. وهي، بهذا المعنى، مبادرة وطنية شاملة.. وعن طريق تعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية من خلال تأمين الفضاء الإلكتروني للدولة ينمو ويترسخ مفهوم الولاء الوطني السيبراني.

وقد عبر الدكتور "الكويتي"، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، عن معنى "الولاء الوطني السيبراني"، في إحدى الفعاليات الثقافية التي شارك فيها.. فهذا المصطلح يُقصد به أن يعكس التحول الرقمي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة مجموعة من القيم والعادات والتقاليد الوطنية، ترسخ الولاء للوطن وقيادته السياسية.

وفي هذا أيضًا، يظهر الاتجاه الابتكاري للدكتور "الكويتي"، وذلك أن الفضاء السيبراني يُعدُّ جزءًا لا يتجزء من إقليم الدولة، يجب أن تظلله سيادتها.. كما أن قيمة الولاء تلك لا تقتصر على المواطنين دون غيرهم، بل تنسحب على جميع أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، وتتضمن أن يحرص كلٌ على تأمين نفسه بنفسه ومدّ مظلة الأمان إلى أفراد أسرته وجماعات الأصدقاء وزملاء العمل وهكذا... ولذلك، يؤكد الدكتور محمد الكويتي أن هذا الولاء يُتحصل عن طريق تطبيق المبادرة على نطاقٍ واسع في المجتمع، لإشراك أفراد المجتمع في تأمين أنفسهم والآخرين، وتأمين مجتمعهم وفضائهم السيبراني، وحماية مقدرات الدولة وبنيتها الحيوية.

وتتضمن المبادرة ورش عمل وبرامج تدريب على حوادث أمن المعلومات، وكيفية التعامل مع مراكز إدارة أمن المعلومات، ومحاكاة الهجمات الإلكترونية، موجهة لقطاعات الدولة جميعها وشرائح المجتمع كلها، ولا سيما السيدات والطلاب في مراحل التعليم العام والجامعي المختلفة.

ويبتغي مجلس الأمن السيبراني إلى إعداد جيل من فرق العمل الإماراتية يمتلك أعلى مستوى من التدريب والتأهيل في مجال أمن المعلومات.

وقد تم إطلاق أولى مراحل المبادرة في يونيو 2022، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، وحملت اسم "مبادرة النبض السيبراني للمرأة"، حيث تم تنظيم ورشة تدريبية لـ50 منتسبة لتأهيلهن بالخبرات والمعارف المتطورة بمجال الأمن السيبراني.

وتمثّل الغرض من هذه الورشة، التي تليها ورشات، أن تكون كل متدربة قناة تبث التوعية السيبرانية في أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، وتصبح مدربة لطائفةٍ أخرى من المنتسبات.

ومع استمرار التدريب وتواتر التوعية، تمتد مظلة الأمن السيبراني إلى كل شرائح المجتمع، ومناطقه.

ثم أعلن مجلس الأمن السيبراني، بالتعاون مع كليات التقنية العليا ومجموعة من الجامعات في الدولة، مبادرة "النبض السيبراني للطلبة"، التي يبدأ تنفيذها مع بداية العام الدراسي الجديد.

وتستهدف المبادرة الجديدة تأهيل 3000 طالب وطالبة في المرحلة الجامعية من تخصصات أمن المعلومات أو تقنية المعلومات للقيام بأدوار رئيسية في مجال الأمن السيبراني لمؤسسات الدولة.

وبصفة عامة، وفي سعيه لتنفيذ مبادرته المبتكرة على نطاقٍ واسع، يعمد مجلس الأمن السيبراني إلى تطبيقها عبر ثلاثة محاور، هي المحور الإعلامي والمحور التعليمي ومحور القطاع الخاص.

ويغطي المحور الأول وسائل الإعلام المختلفة، التقليدية منها والجديدة، والإدارات الإعلامية في مراكز البحوث والدراسات.. أما المحور التعليمي، فيستهدف تضمين التوعية السيبرانية في المناهج التعليمية وتدريب الطلاب.. ويركز محور القطاع الخاص على استهداف الشركات الخاصة والمؤسسات الاقتصادية المختلفة في الدولة.

الخاتمة

تعتبر مبادرة "النبض السيبراني" خطوة رائدة نحو تعزيز الأمن السيبراني في الإمارات العربية المتحدة. من خلال التركيز على التدريب والتوعية وتمكين الأفراد من مختلف الفئات المجتمعية، تسهم المبادرة في بناء مستقبل رقمي آمن. مع التحديات المتزايدة في مجال الأمن السيبراني، تأتي مثل هذه المبادرات لتكون ركيزة أساسية في حماية الدول والأفراد من التهديدات الرقمية المتصاعدة، وتضع الإمارات في طليعة الدول المستعدة لمواجهة تلك التحديات.

 رابط الدورة 

https://nca.gov.sa/ar/services/1155/

مدونة سمايلي

مدونة سمايلي

مرحباً بكم في مدونة "سمايلي"، حيث نهدف إلى تقديم كل ما هو جديد ومفيد في عالم البرمجة والتكنولوجيا. سواء كنت مبتدئاً أو محترفاً، ستجد هنا محتوى مخصص لك لتطوير مهاراتك وتحقيق أهدافك التقنية.